يعد اختراع الخط والكتابة من أهم المظاهر الحضارية في تاريخ الإنسان، وتمثل الكتابة حداً فاصلاً في تاريخ البشرية فهي تفصل بين عصور مظلمة من حياة الإنسان لا نعلم عنها شيئا إلا من خلال المكتشفات واللقى الأثرية، والتي لا تكفي -في هذه المرحلة- لإعطاء صورة واضحة من حياة الإنسان القديم. وعصور أضاءت بنور العلم والمعرفة، استخدم فيها الإنسان الكتابة في التعبير عن تجاربه، وأسلوب حياته، مما كان له أبعد الأثر في دراسة تاريخ البشرية في تلك المرحلة بصورة دقيقة. وقد حظيت الكتابة في الحضارة الإسلامية باهتمام كبير لم تنل مثله في عصر من العصور، أو لدى أمة من الأمم، وذلك بسبب الصبغة الدينية التي اصطبغ بها الخط العربي لكونه هو الخط الذى يكتب به القرآن الكريم. وغدت اللغة العربية، والخط العربي علامة من علامات الدين الإسلامي، فأقبل الناس على تعلم الخط والكتابة العربية لأنها لغة القرآن، وحظى الخط باهتمام الكتاب والفنانين، فوضعوا له القواعد والأصول، وابتكروا العديد من الخطوط، وجملوها، وزينوها، وجعلوا من الخط العربي لوحة فنية لا مثيل لها، واعتبر الخطاط أن قيامه بهذا العمل بمثابة عبادة وتقرب إلى الله.
)
View on SCiNiTO