تحتل النوبة مكانة متميزة ومختلفة خلال فترات العصور الوسطى (من القرن الخامس حتى الخامس عشر الميلاديين)، خاصة مع وجود التعددية اللغوية وأستخدام أربعة لغات (اليونانية، القبطية، النوبية القديمة، العربية) لاغراض كتابية مختلفة. ان اللغتان العربية والقبطية ينتمان الى عائلة لغوية واحدة وهي العائلة الأفرواسيوية. تمثل اللغة القبطية في مصر أخِر مراحل اللغة المصرية القديمة وقد استُخدِمَتْ القبطية في مصر على نطاقٍ واسع، إلا أنَّه منذ القرن الثامن (بعد الفتح العربي لمصر) بدأت اللغة العربية في الانتشار وقد حلت محل القبطية منذ النصف الثاني للقرن التاسع الميلادي. أما في النوبة قد ظهرت القبطية منذ القرن الخامس. أما اللغة العربية فقد ظهرت في النوبة خلال فترة العصور الوسطى، وانتشرت منذ القرن الثامن الميلادي في بعض انواع نصوص الحياة اليومية، ومن أهم مناطق تواجدها قصر أبريم وديبيرا غرب، والجدير بالذكر انها قد أثرت في بعض النصوص القبطية، ولقد إتخذت هذه التأثيرات أشكالا مختلفة داخل النصوص القبطية كان من أهمها: التأثر بالبسمله والتي تمت ترجمتها للقبطية، وظهور أسماء عربية داخل النصوص القبطية، كما أستخدمت عبارات دينية وقد سجلت باللغة العربية داخل النص القبطي، في هذا المقال يتم تسليط الضوء بشكل عام على الوضع اللغوي للنوبة في هذه الفترة وبشكل خاص على أهمية اللغة العربية في النوبة ومدى انتشارها، وتأثيرها في النصوص القبطية.