بدأ تسجيل الآيات القرآنية على النقود الإسلامية منذ عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. وقد قام عبد الملك بتعريب النقود تعريبًا كاملاً وحذف من عليها الرسوم والزخارف والصور البيزنطية والساسانية التي كانت منقوشةً على النقود البيزنطية والساسانية التي قلدها المسلمون. وقد رغب عبد الملك بن مروان في جعل الإصدار الإسلامي من النقود له طابع خاص نابع من العقيدة الإسلامية، وغير متأثر بالنقود البيزنطية والساسانية السابقة؛ لذلك اختار أن تكون النقود الإسلامية منقوشةً بالخط العربي، الذي يعتبر فنًّا عربيًا أصيلاً نال اهتمامًا خاصًا لاتصاله بكتابة القرآن الكريم وقد اختار عبد الملك بن مروان نماذج من آيات القرآن الكريم، والعبارات الدينية لتنقش على الإصدار الإسلامي الجديد لتعبر عن مبادئ وأصول عقيدة الإسلام، ومن ثمَّ أصبح الإصدار النقدي الجديد إصدارًا مميزًا يحمل سمات الدولة الإسلامية من حيث الشكل والمضمون، وغير متأثر بالنقود الأجنبية المتداولة قبل ذلك، وقد اشتملت النقود الإسلامية على كثير من آيات القرآن الكريم، أو أجزاء منها، وارتبطت هذه الآيات – في كثير من الأحيان- بالأحداث الدينية والمذهبية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية التي شهدتها تلك الدول.